سوريون يهتفون "للحرية" والسلطات تصر على وجود مؤامرة غربية

تجمع مئات السوريين صباح الاحد لاستقبال محتجين جرحى في ضاحية دوما بالعاصمة السورية دمشق، مرددين هتافات "حرية"، في الوقت الذي تصر فيه السلطات على التمسك برواية وقوف جهات أجنبية ومتآمرين وعملاء وراء موجة الاحتجاجات السورية.
وذكرت وكالة "رويترز" ان نحو 50 جريحا وصلوا في ساعة مبكرة من صباح الاحد في سيارات شرطة سرية لميدان البلدية حيث قتل خمسة اشخاص على الاقل يوم الجمعة عندما قال مدافعون عن حقوق الانسان "ان قوات الامن اطلقت النار على محتجين يطالبون بالحرية وانهاء الفساد".
وقال احد الناشطين عن المنطقة الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا شمالي المدينة ان "دوما تغلي ، سوريا كأمة ربما لن تبقى واقفة مكتوفة اليدين وتترك فرصة تاريخية للاصلاح تمر".
وقال شاهد اخر قام بجولة في الضاحية يوم السبت ان المتاجر في شارع تجاري رئيسي واحد على الاقل اغلقت تضامنا مع المحتجين الذين تجمعوا بعد صلاة الجمعة على الرغم من التواجد المكثف لقوات الشرطة النظامية والشرطة.
وخرج الاف الى الشوارع في المدن الكبرى عقب صلاة الجمعة متحدين قوات الامن التي اطلقت الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية واستخدمت الهراوات لمحاولة تفريق المتظاهرين الذين رفضوا لفتات الاصلاح التي طرحها الرئيس بشار الاسد.
وقال شاهد في دوما "ان افراد الشرطة السرية اعطوا اسماء 25 شخصا يرقدون في حالة خطيرة في المستشفى"، موضحا "ان السلطات وعدت بتسليم الجثث لعائلات القتلى قبل صلاة الظهر".
وقال احد السكان ان "شخصيات المجتمع اوضحت للسلطات ان دوما تريد قتلاها ، نتوقع 15".
مؤامرة غربية

  الى ذلك، تتمسك وسائل الاعلام السورية برواية وقوف جهات أجنبية ومتآمرين وعملاء وراء موجة الاحتجاجات السورية.
وقالت صحيفة "الثورة" السورية في عددها الصادر اليوم الاحد : "ان محاولات المتآمرين والعملاء تستمر لتضليل الرأي العام الداخلي والعالمي، وبث القلق في الشارع السوري، عبر حرب إعلامية منظمة، من قبل محطات تلفزة او وكالات أنباء، أو حتى صحف موجهة.
ونشرت الصحيفة مقالا بقلم الدكتور صياح عزام قال فيه: "سوريا مستهدفة من قبل أعداء الأمة العربية وعملائهم الصغار، وقد تمثل هذا الاستهداف في مخطط إثارة الفتنة والقلاقل والفوضى في بعض المحافظات السورية واستخدام عصابات مسلحة لترويع المواطنين وتخريب المنشآت الصحية والخدمية وحرق المحال التجارية".
فيما قالت صحيفة "الوطن" السورية في عددها الصادر اليوم عن يوم امس انه : "سبت هادئ مر على دمشق وبقية المدن السورية، بعد إخفاق حملة التحريض على سوريا في تحويل ما أسموه جمعة الشهداء إلى جمعة الفتنة الطائفية، رغم خروج بضعة آلاف هنا أو هناك دون مواجهات تذكر سوى ما شهدته مدينة دوما".
وبدورها، أكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" تعرض أفراد من قوى الأمن والمواطنين لنيران قناصة أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن، في حين أسفرت الملاحقات التي تلت في القبض على مجموعتين مسلحتين في المنطقة.
وقالت "الوطن" ان كثيرا من المتابعين اعتبروا أن يوم الجمعة واليومين اللذين سبقوه شهدوا ذروة التحريض لخلخلة استقرار المجتمع السوري، لينتهي اليوم على غير ما أرادته جماعة الإخوان المسلمين في الخارج فتحولت إلى "جمعة فشل".
وجدير بالذكر ان مسيرات مليونية انطلقت في العاصمة السورية دمشق الثلاثاء الماضي لتأييد الرئيس السوري بشار الأسد. وجاءت المسيرات عقب قبول الأسد استقالة الحكومة برئاسة محمد ناجي عطري وكلفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
حملة اعتقالات

 
   
وشنت قوات الأمن السورية أمس السبت حملة اعتقالات واسعة غداة التظاهرات التي اندلعت في عدد من المدن سورية الجمعة، وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص، بحسب ناشطين حقوقيين.
وأشارت مصادر حقوقية إلى اعتقال أكثر من 40 شخصا في دوما (15 كلم شمال دمشق) وحمص (160 كلم شمال دمشق) ودرعا جنوب البلاد.
وقال ناشط حقوقي إن "قوات الأمن فرقت أمس اعتصاما كان يشارك فيه محتجون منذ أيام أمام القصر العدلي في درعا واعتقلت نحو 10 أشخاص".
وفي مدينة دوما لم تسلم قوات الأمن إلا جثامين 4 قتلى إلى ذويهم، فيما اعتقلت 12 شخصا.
كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من لندن أمس أن الأجهزة الأمنية في حمص اعتقلت 17 شخصا "على خلفية التظاهرات الأخيرة".
قلق غربي
من جهته أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ إزاء الوضع في سوريا، وسقوط المزيد من القتلى بين المدنيين أثناء التظاهرات الأخيرة.
وكرر بان كي مون، في بيان بهذا الصدد، دعوته إلى الحكومة السورية "للتقيد بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان"، مؤكداً أنه لا بديل عن إجراء حوار فوري وشامل بشأن "إصلاحات شاملة تواكب التطلعات المشروعة للشعب السوري".
وأبدى المسئول الأممي أسفه لاستخدام العنف ضد متظاهريين سلميين، داعيا إلى وقف ذلك فورا.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوجان إنه سيضغط على الرئيس الأسد لتهدئة الاضطرابات بإجراء إصلاحات يطالب بها الشعب السوري حين يتحدث إليه اليوم الاحد.
وأضاف للصحفيين المرافقين له أثناء عودته من زيارة رسمية إلى لندن "إلى جانب تغيير الحكومة كانت ثمة توقعات بإلغاء العمل بقانون الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين وإعداد دستور جديد"
                                                                       المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق