يردد بعض الأُمّهات أمام صغاره "عبارات متوارثة، للحصول على منافع عاجلة ومصالح مؤقتة، ولكن كثيراً من تلك العبارات يتضمن معاني غير محبذة، وقد يؤثر في المفاهيم والقيم، وقد يؤدي إلى نتائج سيِّئة، فلننتبه لما نقوله لأولادنا حفاظاً على دينهم وخلقهم.
تدرك كل أم أنّ النوم والطعام والشراب أشياء مهمة جدّاً للمحافظة على بقاء طفلها وكمال صحته، وتعرف كل والدة أنّ النظافة والوقاية من المرض أمور لأزمة لحماية صغيرها من التلف.. إنما يفوت بعض الأُمّهات – كما يقول علماء النفس – أهمية "الأمن النفسي" اللازم لسعادة الطفل وطمأنينته، ويجهلن ضرورته للحصول على فرد سوي صالح لتحمل الأمانة، وقادر على إعطائها حقها.
إنّ "الأمن النفسي" حاجة ضرورية جدّاً، وهو يعني التحرر من الخوف أياً كان مصدر هذا الخوف؛ لأنّ الخوف مصدر كثير من العمل والمتاعب النفسية. وإنّ الشيء الذي يرضي هذه الحاجة عند الطفل ويشبعها هو أن يكون موضع حب وعطف ومودة من ذويه وأقرانه، وسائر معارفه. ولكن هل تعلمين أن كل هؤلاء لا يستطيعون أن يهبوا الصغير ما يحتاجه حقاً من هذه الأشياء كما تفعل الأُم؟
فالأُم هي التي تقدم الغذاء الروحي لأطفالها (الحب)، والصغير يستمد منها كل ما يحتاجه من الحب، وهي التي تهتم بكل شؤونه وهي التي يلجأ إليها إذا حز به أمر، فيحس بالسعادة والإطمئنان والأمن لوجود شخص يخصه بالحب والإهتمام ويصاحبه ويعطف عليه ويسهر على راحته. ولذا تعتبر علاقة الطفل بوالدته من أهم العلاقات الإنسانية في مرحلة الطفولة المبكرة. وإنّ هذه المحبة هي التي تجعل الصغير إنساناً سوياً متوازناً مستقر العواطف.
والولد بحاجة ملحة إلى كل المظاهر التي تعبر عن عظم محبة الأُم له، مع التأكيد الدائم على وجود تلك المحبة وإستمرارها وحيويتها بالقول كما بالفعل، وبالتالي فإن عبارة مثل "لم أعد أحبك" ليست مجرد عبارة للطفل الصغير، إنما هي على قصرها كلمات مؤذية تؤثر في سعادته وتنال من إستقراره النفسي، فلا يحبذ أن تهدد الأُم ابنها بهذه العبارة، ولا يصح أن تجعل من الحب (وهو حاجة ضرورية وأساسية) سلاحاً تلوح به للصغير فتفقده الأمن وتشعره بالقلق من أن يفقد يوماً حب والدته وعطفها وحنانها.
إنّ عبارة "لم أعد أحبك" لا تستطيع أن تحد من إزعاجات الصغار، ولا تملك أن تنهي تجاوزاتهم، بل إنها ستزيد منها بتأثيرها السلبي! فتخلف سلوكاً معاكساً، إذ يتوفق الأطفال – عادة – إلى تحقيق كل ما يصبون إليه، ولكنهم يمتنعون عن ذلك إرضاء لأُمّهاتهم، وماداموا قد فقدوا حب أُمّهاتهم لهم – فيما يظنون – فليتمتعوا إذن بفعل كل ما يحلو لهم، وليسعدوا أنفسهم، ليحققوا شيئاً يرضيهم ويعوضهم عن فقد هذه المحبة.
ولكن – وبرغم ذلك – فإن تلك المشاكسة لا تعوض الطفل عن الحب والحنان والدفء العائلي الذي يحسب أنّه فقده. ولا تنفع هذه اللامبالاة التي تظهر في سلوكه في حمايته من الآثار النفسية السيِّئة لعبارة "لم أعد أحبك".
وهنا تكمن الخطورة الثالثة من ترديد العبارة إذ يشعر الطفل بالحرمان العاطفي، فيصاحبه القلق وتسيطر عليه الحاجة الملحة إلى الحب.
ويصبح الحل عسيراً في هذه المرحلة إذ يتمادى الولد في سلوكه العدواني، وتكثف الأُم بالمقابل حملتها المضادة بزيادة عدد المرّات التي تصرح فيها بعبارة "لم أعد أحبك". ويصعب أن يشعر طفل كهذا بحب والدته له، ويتعذر عليه أن يصدق أنها تكنّ له عاطفة كبيرة، بعد أن يسمح هذه العبارة بإستمرار. فيدخل الطفل وأُمّه في حلقة مفرغة: هو يسيء التصرف وهي تؤكد توقفها عن حبه.
فإنّ استمر الحال هكذا ظهرت العصبية وربّما الإضطرابات الإنفعالية في علاقات الولد الإجتماعية مع أقرانه في البيت والمدرسة. وقد يسيطر عليه شيء من الإكتئاب.
إنّ الحب المتبادل بين الأُم وأولادها يُسهل عملية التربية: "إنّ المحب لمن يحب مطيع"؛ وذلك لأن في حب الطفل لوالديه قوة عظيمة تدفعه إلى التفاني في الطاعة. فالحب يعني: الطاعة والإنضباط والتضحية والحرص على المشاعر.
ولكن عبارة "لم أعد أحبك" تعكس المعادلة فينقلب الحب إلى بغض، والطاعة إلى تمرد. وبدل أن يتخذ هؤلاء الأولاد من آبائهم أصدقاء ومثلاً عليا يطمحون إليها، نراهم يبتعدون عنهم وينفرون منهم، الأمر الذي يصعب عملية الإنضباط والتوجيه.
وإنّ الأطفال الذين يسمعون عبارة "لم أعد أحبك" كثيراً ومصحوبة بالإهمال والقسوة لا يكنون مشاعر الحب والدفء لذويهم ولا يبدون الود للناس، ويشب هؤلاء الأطفال وتنمو معهم تأثيرات هذه العبارة وتكبر، حتى يصبحوا آباء غير مكتملي النضوج العاطفي، آباء تنقصهم القدرة على رعاية الأطفال، فينجبوا أمثالهم، وتستمر دورة الحرمان وتتسع. وهنا يكمن الخطر الحقيقي لعبارة "لم أعد أحبك".
تدرك كل أم أنّ النوم والطعام والشراب أشياء مهمة جدّاً للمحافظة على بقاء طفلها وكمال صحته، وتعرف كل والدة أنّ النظافة والوقاية من المرض أمور لأزمة لحماية صغيرها من التلف.. إنما يفوت بعض الأُمّهات – كما يقول علماء النفس – أهمية "الأمن النفسي" اللازم لسعادة الطفل وطمأنينته، ويجهلن ضرورته للحصول على فرد سوي صالح لتحمل الأمانة، وقادر على إعطائها حقها.
إنّ "الأمن النفسي" حاجة ضرورية جدّاً، وهو يعني التحرر من الخوف أياً كان مصدر هذا الخوف؛ لأنّ الخوف مصدر كثير من العمل والمتاعب النفسية. وإنّ الشيء الذي يرضي هذه الحاجة عند الطفل ويشبعها هو أن يكون موضع حب وعطف ومودة من ذويه وأقرانه، وسائر معارفه. ولكن هل تعلمين أن كل هؤلاء لا يستطيعون أن يهبوا الصغير ما يحتاجه حقاً من هذه الأشياء كما تفعل الأُم؟
فالأُم هي التي تقدم الغذاء الروحي لأطفالها (الحب)، والصغير يستمد منها كل ما يحتاجه من الحب، وهي التي تهتم بكل شؤونه وهي التي يلجأ إليها إذا حز به أمر، فيحس بالسعادة والإطمئنان والأمن لوجود شخص يخصه بالحب والإهتمام ويصاحبه ويعطف عليه ويسهر على راحته. ولذا تعتبر علاقة الطفل بوالدته من أهم العلاقات الإنسانية في مرحلة الطفولة المبكرة. وإنّ هذه المحبة هي التي تجعل الصغير إنساناً سوياً متوازناً مستقر العواطف.
والولد بحاجة ملحة إلى كل المظاهر التي تعبر عن عظم محبة الأُم له، مع التأكيد الدائم على وجود تلك المحبة وإستمرارها وحيويتها بالقول كما بالفعل، وبالتالي فإن عبارة مثل "لم أعد أحبك" ليست مجرد عبارة للطفل الصغير، إنما هي على قصرها كلمات مؤذية تؤثر في سعادته وتنال من إستقراره النفسي، فلا يحبذ أن تهدد الأُم ابنها بهذه العبارة، ولا يصح أن تجعل من الحب (وهو حاجة ضرورية وأساسية) سلاحاً تلوح به للصغير فتفقده الأمن وتشعره بالقلق من أن يفقد يوماً حب والدته وعطفها وحنانها.
إنّ عبارة "لم أعد أحبك" لا تستطيع أن تحد من إزعاجات الصغار، ولا تملك أن تنهي تجاوزاتهم، بل إنها ستزيد منها بتأثيرها السلبي! فتخلف سلوكاً معاكساً، إذ يتوفق الأطفال – عادة – إلى تحقيق كل ما يصبون إليه، ولكنهم يمتنعون عن ذلك إرضاء لأُمّهاتهم، وماداموا قد فقدوا حب أُمّهاتهم لهم – فيما يظنون – فليتمتعوا إذن بفعل كل ما يحلو لهم، وليسعدوا أنفسهم، ليحققوا شيئاً يرضيهم ويعوضهم عن فقد هذه المحبة.
ولكن – وبرغم ذلك – فإن تلك المشاكسة لا تعوض الطفل عن الحب والحنان والدفء العائلي الذي يحسب أنّه فقده. ولا تنفع هذه اللامبالاة التي تظهر في سلوكه في حمايته من الآثار النفسية السيِّئة لعبارة "لم أعد أحبك".
وهنا تكمن الخطورة الثالثة من ترديد العبارة إذ يشعر الطفل بالحرمان العاطفي، فيصاحبه القلق وتسيطر عليه الحاجة الملحة إلى الحب.
ويصبح الحل عسيراً في هذه المرحلة إذ يتمادى الولد في سلوكه العدواني، وتكثف الأُم بالمقابل حملتها المضادة بزيادة عدد المرّات التي تصرح فيها بعبارة "لم أعد أحبك". ويصعب أن يشعر طفل كهذا بحب والدته له، ويتعذر عليه أن يصدق أنها تكنّ له عاطفة كبيرة، بعد أن يسمح هذه العبارة بإستمرار. فيدخل الطفل وأُمّه في حلقة مفرغة: هو يسيء التصرف وهي تؤكد توقفها عن حبه.
فإنّ استمر الحال هكذا ظهرت العصبية وربّما الإضطرابات الإنفعالية في علاقات الولد الإجتماعية مع أقرانه في البيت والمدرسة. وقد يسيطر عليه شيء من الإكتئاب.
إنّ الحب المتبادل بين الأُم وأولادها يُسهل عملية التربية: "إنّ المحب لمن يحب مطيع"؛ وذلك لأن في حب الطفل لوالديه قوة عظيمة تدفعه إلى التفاني في الطاعة. فالحب يعني: الطاعة والإنضباط والتضحية والحرص على المشاعر.
ولكن عبارة "لم أعد أحبك" تعكس المعادلة فينقلب الحب إلى بغض، والطاعة إلى تمرد. وبدل أن يتخذ هؤلاء الأولاد من آبائهم أصدقاء ومثلاً عليا يطمحون إليها، نراهم يبتعدون عنهم وينفرون منهم، الأمر الذي يصعب عملية الإنضباط والتوجيه.
وإنّ الأطفال الذين يسمعون عبارة "لم أعد أحبك" كثيراً ومصحوبة بالإهمال والقسوة لا يكنون مشاعر الحب والدفء لذويهم ولا يبدون الود للناس، ويشب هؤلاء الأطفال وتنمو معهم تأثيرات هذه العبارة وتكبر، حتى يصبحوا آباء غير مكتملي النضوج العاطفي، آباء تنقصهم القدرة على رعاية الأطفال، فينجبوا أمثالهم، وتستمر دورة الحرمان وتتسع. وهنا يكمن الخطر الحقيقي لعبارة "لم أعد أحبك".
0 التعليقات:
إرسال تعليق